المقدمة
إن إنجاز للخطة الإستراتيجية من قبل اية منظمة، يعتبر عمل كبير وهام، يستنزف جهوداً كثيرة وطويلة، فالخطة الإستراتيجية في إطارها العام وثيقة تخطيطية تتحدث عن كيفية نقل المنظمة من واقعها الحالي إلى واقع أفضل، وهذا لا يتحقق إلا إذا وضعت الخطط اللازمة لتنفيذ الأهداف التي جاءت فيها، وهو ما يعبر عنه بالخطة التنفيذية Action Pan.
ان الخطة التنفيذية،عبارة عن وثيقة مكتوبة بشكل دقيق ومحكم، تتضمن تفصيلات عن الإجراءات التنفيذية، والمهام التي تريد المنظمة القيام بها، والأشخاص الذين سيقومون بتنفيذ هذه المهام والتي ترتبط بفترة زمنية محددة تستطيع المنظمة من خلال إتباعها وتنفيذها بدقة من تحقيق أهدافها وغاياتها ومن ثم رسالتها ورؤيتها وطموحاتها المستقبلية.
إن من أخطر المشاكل التي تواجهها بعض المنظمات في عملية التخطيط الاستراتيجي هي إبقاء الخطط حبرا على ورق دون تنفيذ، إذا ما غابت عملية تصميم ووضع الخطط التنفيذية، وهذا ما يجعل من المفاهيم والقيم الفلسفية للمنظمة عديمة الفائدة ويفقد عمليات التخطيط التي تمت في المراحل الأولى جدواها، لتصبح بلا فائدة أيضا.
لذلك تكمن أهداف وضع مثل هذه الخطط في كونها أداة توفر صمام الامان للتحكم بعملية الفشل والنجاح لأية منظمة باعتبارها العمود الفقري والآلية الوحيدة لتفعيل وتنشيط وإنجاح المنظمة.
والكتاب الحالي يلخص المفاهيم والأيعاد إضافة الى الأهداف من وراء الخطة التنفيذية
ويعرض نماذج من هذه الخطة، علاوة على شرح يبين علاقتها بالخطة الإستراتيجية والخطة التشغيلية، ونظام البرمجة التي تتكون منها تلك الخطة، ويتعرض مفصلا للعناصر التي تحتويها، والتي خصصت لها فصول كاملة كمؤشرات الاداء والجهات المنفذة والشركاء والتكلفة المالية والمدة الزمنية اللازمة للتنفيذ وغيرها.
ان مقولة صن تزو تؤشر اهمية التخطيط التنفيذي (التخطيط بلا عمل لا يأتي بنتيجة، كما أ ن العمل بلا تخطيط قد يأتي بنتائج كارثية) وعلى هذا الاساس وضع هذا الكتاب الذي نامل ان يكون مفيدا للقارئ العربي الذي نعلق عليه آمالا في عملية النهوض والمساهمة في بناء صرح أمته المعطاءة.