التخطيط الاستراتيجي بالسيناريو

المقدمة
ان الخطة الإستراتيجية ، ما هي إلا رهان على المستقبل، فنجد رجل الأعمال يغامر بموارده المتمثلة بالوقت والجهد والمال، لتحقيق أهداف المنظمة التي يديرها، وجني أرباح بعد خمس أو عشر سنوات ، وقد تمتد نظرته الى خمس وعشرون سنة.
وتتنقل الخطة الاستراتيجية بين مجموعة من البدائل، وتجري المفاضلة بينها . ، انها مجموعة من السيناريوهات التي تتعلق بمستقبل المنظمة ،والتطورات التي يتوقع ان تعيشها وتوجهها في المستقبل.
صحيح ان أساليب التخطيط الاستراتيجي، وطرقه متعددة ، منها تحليل SWOT ، وتحليلPESTEL ، وتحليل البيئة الداخلية والخارجية ، وهي الطرق الاكثر شيوعاً ،الا ان التحليل بالسيناريو شرعت تتوسع رقعته، في الوقت الحاضر ، وصار يحظى بإهتمام المخططين والمعنيين بالدراسات المستقبلية.
وصار المخططون الاستراتيجيون، يعرضون العديد من السيناريوهات، التي يمكن تصورها لإستراتيجية المنظمة، ويبقى السؤال الهام : كيف تتمكن المنظمة ان تختار بين السيناريوهات المختلفة لخططها الإستراتيجية الممكنة ؟ وهذا ما وددنا الإجابة عليه في هذا الكتاب .
ما السيناريو إلا وصف تمثيلي للأوضاع والأحداث المحتملة الوقوع، وعندما نتكلم عن السيناريوهات المستقبلية ، فإننا نريد بها ذلك الوصف التصوري المحتمل والممكن، لأبعاد المستقبل، ابتداء من وضع قائم حالياً ، وصولاً إلى نهاية معينة في المستقبل.
ان السيناريوهات تأتي في مقدمة أدوات التخطيط الإستراتيجي، التي يستخدمها كل من
القادة ومديري أقسام، والمتخصصون بأنشطة التسويق، والوزراء والمستشارين الإداريين، والباحثين الإداريين والخبراء .
وقد بحثنا في هذا الكتاب، وفي أربعة عشر فصلاً ،جوانب التخطيط الاستراتيجي بالسيناريو ،فتناولنا قي الفصل الاول ،مدخل في التخطيط لنتعرف على مزايا وفوائد التخطيط ،وعيوبه، ومنهجيته ومقوماته ،وخصائصه، والصعوبات التي تواجه التخطيط والبيئة المناسبة لعمله ، اما في الفصل الثاني فقد تطرقنا الى التخطيط الإستراتيجي.
مفهومه وفوائده والعوامل المؤثرة في صياغة الخطة الإستراتيجية ،ومعوقاته مسؤولية إعداد الخطة الإستراتيجية ،وخصائص التخطيط الإستراتيجي وخطواته .
اما في الفصل الثالث، فتناولنا نشأة أسلوب السيناريو ،وتطوره وتوسع التفكير بالسيناريو ،ومجالات تطبيق السيناريو ،وفي الفصل الرابع إنتقلنا الى علاقة الدراسات المستقبلية بالسيناريو، وتعرضنا الى البعد الفلسفي لمفهوم الزمن ، ومراحل حركته ومفهوم الدراسات المستقبلية ، ووظائفها وعناصرها وسردنا نماذج منها.
وفي الفصل الخامس أخذنا التنبؤ والسيناريو، بما في ذلك تعريف التنبؤ وفوائده ومراحله، وعلاقته بالسيناريو. وفي الفصل السادس تطرقنا الى المحاكاة Simulation ودرسنا أساليب ونماذج المحاكاة، وأنواعها، ومكوناتها ومتطلبات المحاكاة ،ومميزات المحاكاة الحاسوبية.
وفي الفصل السابع ذهبنا الى موضوع الأزمة والسيناريو، والقينا الضوء على مفهوم الأزمة ، وسماتها وخصائصها ، والفرق بين الأزمة والمفاهيم المشابهة ، ومن ثم علاقة تحليل سيناريوهات بالأزمة . وفي الفصل الثامن وجهنا إهتمامنا الى المجموعة البؤرية والسيناريو وفي الفصل التاسع سلطنا الضوء في الفصل التاسع على السيناريوهات وأسلوب دلفي وعلاقته دلفي بالسيناريوهات.
وعند الفصل العاشر شرعنا في عرض فوائد وخصائص السيناريو ،ومواصفات السيناريو، وقواعد السيناريوهات الناجحة، ومجالات تطبيق السيناريوهات ،والفخاخ عند وضع السيناريو، ومعايير جودة السيناريوهات . وفي الفصل الحادي عشر تطرقنا الى أنواع السيناريوهات وتصنيفها وأمثلة عن أنواع السيناريوهات .
وفي الفصل الثاني عشر عرضنا تصميم السيناريو ،ومن ذلك التحضير لتخطيط السيناريو، وطرق بناء السيناريوهات ، ودور قوى الدولة الشاملة في سيناريو الأحداث، وخطوات وضع السيناريو، والعوامل السلبية المؤثرة في إستخدام السيناريوهات ، وخلاصة في تطبيق أسلوب السيناريو.
اما الفصل الثالث عشر فقد عرضنا السناريو الفني الذي يمثل جانبا من الحديث على السناريو بإطاره العام . وفي الفصل الاخير تناولنا نماذج من السناريوهات.
نطمح ان يخدم هذا الكتاب المهتمين بالتخطيط السيناريوي. وان يسد فراغاً من حاجات القارئ العربي ، في وقت نحن بأمس الوقت للتفكير في بناء مستقبلنا. والوقوف على المخاطر التي تحيط بنا .
ومن الله التوفيق
د مجيد الكرخي