تقديم
بقلم (الروائي والمؤرخ)
وائل ابراهيم الفاعوري…
وتأوليهُ الشّغف مصباح على جبل يبعث الأثير ويخفق بإشراقة إلى أقصى المقاطعات وأدانيها…إنها المعين الرقراق …الراقية كرقي كاتبيتها لأنها أطفأت من خلالها غلّ القلوب المسعرةّ عندما حلقت بجناحيها فوق السماء بقعةٌ شمّاء منتخبةٌ المركز الأرفع الذي شارف على معركة الحب ولم ينتهِ منها بعد.
يتضح فيها الخير والشّر ويرتطم الحب والكره ويتقارب الحق والباطل حتى إذا ما ألفى مواطن الضّعف ومقاطن الخور …انبرى بالسلاح الباتر والدواء فباءت بأكاليل الظفر زنابق”بيسلسان”.
الزميلة الروائية الرائعة القطيشات كانت في روايتها سلطانة مهيبة، قد ضج من وقع سردها عرشها فصرَ صرير ملكها، فانبثق من خلال شخصها قُدسية الحب، وشٌق من بريق عينيها نور الدنيا، وقطر من افترار ثغرها لبان الورد وانبعث من كمال عاقلتها كمال الحياة.
نعم كان نبتك موقع إقدام الحب، ولا شك أنك أنفت أن تحتلي قلب القارئ حيث تتمركز العاطفة الجارفة ويستقر الشعور بالحب وأنت تدين بنفسك حكم العاطفة الجارفة ويستقر الشعور بالحب وأنت تدين بنفسك حكم العاطفة فيها ؛فجنحت تتبؤين هام قلوب القراء علماً أنه مركز العاقلة الواعية واإدراك المتزن ، وبهذا أنت خططت الوادي الغائر لقراءك لكي تنيري لهم كل الأعماق المظلمة ولتثبتي أن لا سبيل الى المجد إلا وهو مخفوف بالمخاطر والأشواك موبوء بالمهالك ممتلىٌ بالمشاق فلينطلقوا خفافاً الى المجد وليمضوا سراعاً إلى الملك بتجلي العاطفة.
إني لا يمكنني أن اطنب في كيف بثثتِ فينا تلك الحساسية الراقية والرغبة الحاغزة لنعرف كنة الحق والشوق المبرح لاكتشاف المجهول . وأخيراً أتمنى للكاتبة القطيشات أن تستمر وتتابع بمثل هذه الروايات الخلاقة وأن تضع إضاءات جديدة لو يُكشف عنها الغطاء بعد.
والله ولي التوفيق
مقدمة التأويل
بيدَ أننا لم نعد نؤمن بالمقدِمات والبدايات التي لطالما سرَت بنا سَرابيلَ محشوةً بغموضِ القدر ، كان لا بدَ من خطِ هذه المقدِمة لمن سيقرأ هذه التأويل ولمن سيأتي بعده ليسردَه إليه فإليها كما حدث لي ذات يوم…!
يحدثُ أن نكتب ونأتي بالخيال قريباً أو بعيداَ، وما تملَكني في هذا السرد هو تأويلُ الشَّغف الذي لطالما بات يلمُ بنا ونَلُمُ به ؛ نتكئُ عليه فيتكئ علينا بملامحه الشَّتى ورسمه في هُوية كل واحد منَا وكل أوحدٍ توحدَ فينا في ضلالة النسيان.
قصةٌ حقيقية هي التي أقصها بين مقال من يقرؤها الآن،عاشت تفاصيلَها تلك التشرينية هنيهةُ فبرهةُ فلحظةُ فيوماُ فشهراُ فعاماُ فزمانا لم تسمَى نهايته بعد. يبدأ السَّرد فيها برسائل وجدانية كانت تكتبها سراٌ تلك الرَّواية – التشرينية- إلى معشوقها دون أن يدري فيها أيلول على وطأةِ العنبر السابع، ثم تنتقل لتكمل الحديث عن مجريات الأحداث التي دارت بينها وبينه في تأجج الصَبا الذي توحَدَ في ترف أمنية، حتى تباينتَ لكليهما توَسُد استفهام.
تتجلى شخوص هذا التأويل الثلاث بالهويات التي حملوها وحملتهم: أحمد، و”أنا” ، وهو. ولأن الأسماء غدا لها شأنٌ مؤججٌ في باحات السياسة الدولية، وعراكاتٌ شتى في المطاردات التى تنادي بالعرقية والطائفية الدينية، فقد اخترت للبطل الصَبي أن يكنَى باسم أحمد فلا تختلف بشأن طائفةٍ ولا عاطفيةٍ تائهة على طريق تهالك في خضم الأيديولوجيا والتدين الزائف. ولأننا أضحينا بزمنِ فيه الكتابة مدعاةٌ لاتهام لاذع النَقد من الأبوية الشرقية، فقد اخترت أن أنجب نفسي استعارةٌ لتحمل هوية الأنثى والقضية التحررية لما يليق بمستقبل الكتابة العربية. وأما عنه “هو” فهي الكنية التي تستحق لتكنى بالشخص “الغائب” الذي لا يعود؛ كنيةٌ لفتى حريٌ به أن لايعود أبداً في مضي الحياة والسرد والتأويل
ومن منطلق الأيديولوجية الكتابية لوهمنا الذي يضاغ في الواقع، يبدأ التأويل، والتأويل يُسرد بمرأى الشَّغَف.