المقدمة
يعترب المعلم الحجر لالساس في إعداد الأجيال وتربيتهم وغرس القيم الفاضلة في نفوسهم، فهو يعمل في مصنع عناصره من البشر، ويسعى الى إنتاج المواطن الصالح الذي يسهم إسهاماً فعالًا في نهضة المجتمع ورقيه. ولم يعد إعداد المعلم مبنياً على الدروس النظرية اليت تصعد من قدرته وبشكل تدرجيي على التدريس والتلقني، فدور المعلم صار اليوم متشعبا ومعقداً، لأنه أصبح الميسر للعملية التعليمية التعلمية، وموجهاً لتلميذه ومرشداً لهم في عملية البحث والاستكشاف باعتبارهم حمور العملية التعليمية العلمية. إن ما يشهده العامل اليوم من تطور تكنولوجي ملحوظ ومتسارع في جمال الاتصالات والثورة المعلوماتية وتراكم العلوم وإفرازات العوملة واندماج الثقافات، أثر بالطبع على كيفية إعداد المعلم وتأهيله مبا يتناسب وهذا التطور، وبما يتفق مع متطلبات المجتمع اليوم في إعداد أبنائه الإعداد المتكامل الشامل مما يتطلب إعادة النظر في برامج إعداد المعلم الذي لم يعد الناقل للمعلومات فحسب، بل الميسر والناصح والمرشد، فقد بات من الضروري تدريبه على التعامل مع الفروق الفردية والاختالفات الثقافية والعرقية، وكيفية إدارته لبيئة التعلم وجعلها باعثة على السعادة والمتعة، والتفكري في تدريسه، والتطبيق العملي الستمر أثناء الدراسة النظرية، وعمل الدراسات والبحوث الإجرائية، والاتصال الفعال، والعالقات الإنسانية، وكيفية التعامل الراقي مع أولياء الأمور، وغرس القيم الإجيابية في نفوس التلاميذ، واختاذ القرارات الرشيدة، واستخدام الإسرتاتيجيات التدريسية الحديثة والمتنوعة، بالإضافة الى مواكبة التطورات والمستجدات التربوية، وحضور المؤمترات والندوات، والتعلم المستمر مدى الحياة. ويتناول هذا الكتاب الطرق الحديثة في إعداد معلم الألفية الثالثة الإعداد المتقن الشامل الذي يكفل مخرجات عالية الجودة تعود بالنفع على المتعلمين الذي هم عماد المستقبل.
