مقدمة الكتاب
جاء اعداد هذا الكتاب بعد خبرة في التدريس بالجامعات والعمل المؤسسي والاستشارات في عدد من مؤسسات الدولة العراقية ودراستي في الجامعات العراقية والاوربية، وخدمة جامعية أكاديمية تزيد على ثمانية وعشرون عام.
تم توظيف هذه الخبرة والمعرفة لتدوينها في هذا الكتاب المهتم بتشخيص الاخفاقات والصعوبات التي تعاني منها معظم مؤسساتنا العراقية وأعطيتها صفة ملازمة بالمرض العضوي مستشهدة بالحديث النبوي (صلى الله عليه وسلم) (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا أشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) ولها أنعكاس وعدوى على بيئة العمل المحيطة وخارجها. ومن هذه الامراض الفساد بأنواعه، التخلف الاداري، العنف الاداري والظلم التعسفي، النفاق الاداري، الابتزاز، والجهل الوظيفي، اللاعدالة، صرعات القيم، الموثوقية،ضعف الرقابة الفوضوية، الجهل، العدوانية، التنمر الوظيفي، الاحتراق الوظيفي، المحسوبية.
حيث اصبحت المؤسسات العراقية تعاني من ارهاصات واختناقات كان لها الأثر انعكاس المباشر على الاستقرار والأمن الوظيفي والذي يتمثل الشعور بالأمان والاطمئنان والاداء المتميز والابداع والابتكار الانتماء المؤسسي…نحن اليوم بحاجه الى نهضة قيمية وأخلاقية من مخلفات هذه الامراض الخانقة والخارقة بسبب الحروب الى مر بها العراق وظروف الحصار القاهر اضافة إلى الازمة المالية والاقتصادية العالمية وتأثير جائحة كوفيد 19… هذه الظروف ساعدت على تنامي سلوكيات وظيفية خاطئة بعيدة عن الصواب انعكست على بيئة العمل وجودة حياة العمل وجودة الخدمات.
وانطلاقا مما تقدم وتأسيسا عليه جاءت هذه الفكرة في محاولة الاعداد والخوض في موضوعات معاصرة في ادارة الموارد البشرية الحديثة من منظور فلسفي اداري، حيث يعد المورد البشري الركيزة الاساسية لنجاح المؤسسات والمحرك الاساسي لتميزها أو فشلها غايته الاساسية تأهيل المنطلقات الاساسية في الادارة وتحليل مضامينها الفكرية بشكل يولد تراكم معرفي لدى القارئ للنهوض والارتقاء بمؤسساتنا العراقية في سبل تقديم الخدمة الافضل للمواطن والاستشراق لمستقبل أفضل باستئصال هذه الاورام من بعض المؤسسات عن طريق الاصلاح الاداري والتنمية الادارية الخًلاقة لرفع الضبابية المخيمة على جو العمل بإعادة الثقة لمواجهة التحديات والظروف الحرجة، والجميع يعلم أن الادارة الناجحة لها أهمية كبيرة في تقدم الأمم والعكس صحيح…فلابد من الاستثمار الأمثل للموارد البشرية المتاحة عن طريق التخطيط والتنظيم والتنسيق والتوجيه والمتابعة وما ينتج عنها من اتخاذ قرارات بالشكل الصحيح بكفاءة وفاعلية وجودة عالية من منطلق أنا أومن به هو أن (الجامعات هي التي تقود المجتمعات لا جامعات تقودها مجتمعاتها). صممت محتويات الكتاب بشكل يخدم مؤسساتنا والعاملين فيها وجميع كوادرها.يتضمن هذا الكتاب ستة فصول تسعى جميعها متكاملة لبلوغ هدف الأساسي هو تبصير القارئ بالمضامين الفلسفية والمرتكزات الاساسية لنجاح ادارة الموارد البشرية في كل مستوياتها والاهتمام ونشر الوعي من أجل ان يكون الانتماء الى المؤسسة والى قوانينها وخدمة المواطن اولا أي تأدية الواجبات اولا ثم المطالبة بالحقوق من خلال توظيف العلوم الإدارية والأخلاقية في الاصلاح المؤسسي. وتعتبر محاوله اداريه جاده لفهم ما يجري في مؤسساتنا ومنظمات العمال.
أملى ان يكون نافع لمدراء والعاملين جميعا وانني أثمن مسبقا أي ملاحظات او تعليقات او أضافات او نقد إيجابي بنَاء لتطوير ماده الكتاب العلمية من قبل الجميع.
“مشرف ذو تميز بحثي”.
المؤلفان
