المقدمة
تعد التربية بصفة عامة والعملية التربوية بصفة خاصة من أسس التنمية الشاملة في أي مجتمع, لأن التربية هي المصدر الأساسي لإعداد وتأهيل الإفراد وبالتالي المجتمعات وتزويدهم بالمعارف والمهارات والقدرات التي تجعلهم قادرين على أداء أعمالهم بصورة فعالة, لخدمة أنفسهم وخدمة مجتمعاتهم, وبالتالي فإن الاهتمام بالتربية بالوقت من اهم المتطلبات للتحقيق اهدفها في بناء المجتمع والنهوض به وجعله يتواكب مع التقدم الحضاري, والاقتصادي, والمعرفي, والتكنولوجي.
اذا كانت التربية وسيلتنا لإعداد الأجيال الحاضرة والمقبلة, فإن المدرس يُعدّ من أحد المداخل الأساسية لمدخلات العملية التربوية, لما يقوم به من دور كبير في نجاح التربية في بلوغها غاياتها وتحقيق وجودها في تطوير الحياة للأفضل, ويتوقف ذلك بالدرجة الأولى على نوع الإعداد الذي تلقاه قبل الخدمة ومستوى ذلك الإعداد, وكذلك على جودة التدريب الذي تلقاه أثناء الخدمة, ومن ثم فالمدرس الجيد شرط
أساسي ومقوم ضروري لتطوير التربية وتحديثها, لمواكبة العصر واستشراف المستقبل وتوقع تحدياته.(قادي,2006,ص1)
ولهذا نرى الأهمية البالغة التي توليها المجتمعات باختلافها لبرامج إعداد المدرس, لأن نوعية المدرسين ومستويات تأهيلهم تعتمد على ادارة الوقت في العملية التربوية, فنجاح المدرس في مهنته وعمله يتوقف بالدرجة الاولى على تنظيم الوقت وادارته مما يتيح له كيفية قيادة الدرس في القاعة الدراسية.
ويوكد ذلك (ابراهيم,2003,ص13) أنه قد اصبح من الضروري عدم التهاون في إعداد المدرس الذي يعد مفتاحاً لكل تطور, لأن اية جهود تبذل لتحسين أي جانب من جوانب العملية التربوية لا يمكن أن تؤدي إلى التقدم المنشود مالم تبدأ بأعداد المدرس, وطالما أن المدرس هو المدخل الأساس في اية عملية تعليمية, فإن الأمر يتطلب التحسين المستمر لكافة جوانب نظام إعداد المدرس بصفة عامة.
لقد أحتل موضوع أدارة الوقت اهتماماَ بالغاً من قبل المدرسين والمدرسات بالتربية على حد سواء وحيث ان هذا الموضوع واسع وكبير لهذا اقتصرت في هذا الكتاب على المدرس الذي يعني بالعملية التربوية وقد احتوى الكتاب على ست فصول وتضمنت الفصول ما يلي:-
تحدث الفصل الاول عن مفهوم المدرس كما تطرق الى أهداف وأهمية المدرس وكما تناول مقومات الشخصية للمدرس وثقة المدرس في نفسة وقدرته وتنظيم قاعة الدرس وتناول العوامل التي تساعد المدرس في تنظيم أموره وكذلك الاساليب التي يستخدمها المدرس في انجاح أدارة الوقت وخصائص أدارة الصف الناجح المدرس.
أما الفصل الثاني تطرق مفهوم أدارة الوقت وأهداف ومزايا أدارة الوقت وتناول الاتجاهات الحديثة فب أدارة الوقت وكذلك خصائص أدارة الوقت وأنواع أدارة الوقت ومستويات أدارة الوقت والإدارة الجيدة الفاعلة للوقت.
وأستعرض الفصل الثالث كيفية متطلبات أدارته الوقت في القاعة التدريسية للوقت وأهمية الوقت في الثقافة العربية وتنمية وعناية القرآن الكريم واهتمام السنة النبوية بالوقت.
أما الفصل الرابع فقد عرض الوظائف القيادية للمدرس في القاعة وتناول ميادين عمل المدرس وتنظيم الوقت مهام المدرس في المحاضرة.
وقد تضمن الفصل الخامس مضيعات الوقت والعوامل تساعد في ضياع الوقت وكذلك تناول منهج المقترح للسيطرة على مضيعات الوقت في القاعة التدريسية.
وأهتم الفصل السادس في استثمار الوقت وكيفية استثمار للوقت داخل القاعة التدريسية من قبل المدرس وأهمية الاستثمار للوقت وطرق استثمار للوقت.
وفي الختام ما يسعني الا القول اتمنى قد وفقنا في عرض الكتاب بشكل نال اعجابكم وتقديم الفائدة لكل من يهتم في أدارة الوقت ونسأل الباري عز وجل ان يوفقنا في ما نعمل من أجله.
المؤلفان
د. أيمان شفيع صبار أ. محمد سعيد طارش
