تمهيد
ليس هذا الكتاب جديداً كل الجدة ولا هو قديماً بحيث يتنكر له الحاضر ولا يستسيغه المستقبل، بل هو أصول من الماضي وقيمة في الحاضر وتوق إلى المستقبل.
أنه خلاصة دراسات وأبحاث وقراءات أجريت في أكثر من زمان ومكان وما زالت تجذب إليها عقول المهتمين بالإنسان – جسداً وعقلاً وروحاً وسلوكاً- كي يمعنوا البصر في العديد من نتائجها ويعيدوا التجارب حتى يتبينوا صدقها من زيفها فبذلك وحده يحدث التقدم في العلوم الإنسانية.
فلقد بدأ الإنسان منذ ظهور الوعي لديه يتساءل عما يراه في محيطه من ظواهر طبيعية يريد معرفتها ومعرفة أسباب ظهورها وتفسيراً لتغيرها وتبدلها.
وكانت أسئلة الإنسان عن نفسه قد أثارت في عقله الحيرة والارتباك لما يكتنف حياته من غموض يستعصي في أحيان كثيرة عن الفهم…وينكفئ الإنسان على نفسه ليتساءل عن هذا الذي يحركه إلى الفعل وينشطه إلى التفكير، ويدفعه إلى الغضب والحب والخوف، ويحرضه إلى محبته للحق والخير والجمال.
ويهدف هذا الكتاب – فيما يهدف إليه- إلى التأمل في الكيفية التي يدير بها الإنسان نفسه ثم إدراك الاضطرابات التي تحدث عبر مراحل إدارته لنفسه في مختلف ظروفه المادية وأحواله الاجتماعية وبالتالي تقرير ما ينبغي لها من علاج قد لا ينفع ولكنه لا يضر ويخفف من وطئتها إن لم يكن بمقدروه استئصال شقاءتها.
وإنني في هذا الكتاب أضع في متناول القرائ الكريم –سواء كان متخصصاً أم إنساناً عادياً- نتائج تجارب متنوعة ودراسات وحالات تدريبية كرس لها العلماء من رجال إدارة الأعمال جزءاً كبيراً من حياتهم وقدراً وافراً من جهودهم في البيت والمدرسة والجامعة والمنظمة حتى باتوا مقتنعين بصحة بعض هذه التجارب الأبحاث.
وإنه يسعدني جداً أن أكون قد أتيت بفائدة متواضعة لأبنائي الطلاب المقبلين على الحياة لعلهم يأنسون في حاضرهم ويطمئنون إلى غدهم وينجون من عذاب الحيرة ويمكنهم تذوق طعم السعادة وروح الأمان.
كما أطمح أن يجد المدير والعامل في هذا الكتاب العديد من المحاولات المتعاقبة والمستمرة والتي تبشر بالخير الكثير إذ أنها ألقت وما زالت تلقي كثيراً من الضوء على جوانب القصور في الإدارة وتسعى إلى اقتراح الدواء لعل فيه شفاء للداء.
وإن كنت قد قصرت أو أخطأت فليغفر لي الله فهو وحده الذي يعلم أنني بذلت الجهد الصادق بنية حسنة وإخلاص أكيد.
المؤلف