المقدمة
يستعمل مصطلح إدارة المشروع بمعنى البحث أو النظر أو المعرفة كما نجدها في المشاريع الصغيرة أو الكبيرة العالمية، والمعنى الاشتقاقي الأصلي لها يدل على الطريق أو المنهج المؤدي إلى الغرض المطلوب، خلال المصاعب والعقبات.
ولكنه يأخذ معناه الحالي، أي بمعنى انه طائفة من القواعد العامة المصوغة من أجل الوصول إلى الحقيقة في العلم لأجل الحياة…غير أن هذه محاولات لا تزال غامضة. أما المحاولة الواضحة في ذلك القرن الماضي فهي عند المدرسة البريطانية فقد قسم (بوب Bob branch) المشروع إلى أربعة أقسام: (تصور المشروع، حكم المشروع، برهنة المشروع، منهجه) والمنهج للمشروع قد طالب بدراسته في آثار أصحاب الخبرة بالبلاغة والعلم والتطور الكمي. على أن (Bob) لم ينته إلى تحديد منهج المشروع كمنهج دقيق شامل لعلوم، بل عني خصوصاً في البلاغة والفن، شأنه شأن رجال عصر النهضة، ولم يهتم بالملاحظة والتجربة إلى درجة كافية، لكنه على كل حال صاحب الفضل في لفت النظر إلى أهمية المشروع –منهجاً- مما وجد له صدى واسعاً في بيئة المشروع المعاصر، ثم في القرن الحالي مباشرة عند المقارنة مع المشاريع للمدارس الأخرى، والعلة في أنه لم يسر طويلاً في طريق تكوين المنهج للمشروع كإدارة صحيحة حنث أنه كان أقرب إلى الفن منه إلى العلم فلم يكن فيزيائياً ولكن كان تخطيطياً.
معنى إدارة المشروع: هو فن التخطيط والتنظيم الصحيح لسلسلة من الموارد العديدة، إما من أجل الكشف عن الحقيقة للمشروع، حين نكون بها جاهلين، أو من أجل البرهنة عليها للمشاريع الأخرى، حين نكون عنها عارفين.
إذن فهناك نوعان من المنهج للمشوع: أحدهما يكشف عن الحقيقة للمشروع ويسمى الاختيار أو التحليل (منهج المشروع الحل)، ويمكن أن يُدعى أيضاً منهج المشروع-الاختراع؛ والآخر وهو الخاص للآخرين بعد أن يكون مدير المشروع قد كشفها سلفاً للآخرين. يسمى بالمشروع –التركيب أو منهج المشروع- التأليف، ويمكن أن يدعى بالمشروع –المذهب- والملاحظ على أن هذا التعريف لمنهج المشروع غير مكتمل، إذ هو لا يكاد يتحدث عن الأفكار والتصميم فقط، لا عن الوقائع والقوانين للمشروع..وما هذا إلا لأن مدراء المشاريع عنو بالمشروع الاستدلالي الكمي دون المشروع منهجاً تجريبياً أو تاريخيا. ولذا ترى في حديثهم كلاماً عن علوم التكنولوجيا المتقدمة بل اقتصر الأمر تقريباً على الكم والهندسة بوجه خاص.
بيد أنه من الممكن القول إن منهج المشروع الاستدلالي والتجريبي قد تكوّن منذ القرن السابع عشر بصورة واضحة.
وبذا تكونت فكرة إدارة المشروع منهجياً بالمعنى الاصطلاحي المستعمل اليوم ابتداءً منذ ذلك التاريخ.
إذن فالمشروع هو الطريق المؤدي إلى الكشف عن الحقيقية في العلوم، بواسطة طائفة من القواعد العامة تهيمن على سير المشروع وتحديد عملياته حتى يصل إلى نتيجة معلومة.
المؤلف
