المقدمة
إن مما لا شك فيه أن التسويق وإدارته في الوقت الراهن ذو مشكلات وصعوبات كثيرة ومعقدة وخاصة في هذا العصر الذي يشهد تطورات كبيرة جداً (العولمة، الثورة التكنولوجية والمعلوماتية والاتصالات..) وانعكاس هذه التطورات على مجمل الأنشطة الاقتصادية كافة ومنها الأنشطة التسويقية التي تعتبر من أهم الأنشطة التي تمارسها مختلف المنظمات صناعية، تجارية، أو خدمية على حد سواء. إن النجاح في تنفيذ الأنشطة التسويقية يعتبر المؤشر الحقيقي لإنجاح هذه المنظمات في الوصول إلى أهدافها. فمن خلال الخطط الاستراتيجية لأنشطة التسويق والبرامج الخاصة بتنفيذها (إذا ما أُعدت إعداداً صحيحاً ونفذت بكفائة وفعالية) تستطيع أن تحقق أهداف هذه المنظمة (زيادة المبيعات، زيادة الحصة السوقية، دخول أسواق جديدة، تخفيض الأرباح، النمو والبقاء والتطور، مواجهة المنافسين…الخ). إن هذه الأهداف لا يمكن أن تحقق ما لم تكن إدارة التسويق مستلهمة لكافة الأطر والأسس العلمية الصحيحة من تخطيط، وتنظيم ورقابة. إن الاعتماد على التخطيط الاستراتيجي لصياغة الاستراتيجيات التسويقية الفعالة والكفوءة هو العامل الحاسم، ولكن لا بد من أن يقابله تنفيذاً ذو كفاءة لا يقل أهمية عن صياغة الاستراتيجية، لأن أي استراتيجية أو خطة تكون حبراً على ورق ما لم يتم تنفيذها، أن التنفيذ يمثل المحك الحقيقي لاختيار مدى نجاح تطبيق هذه الاستراتيجيات.
يعالج هذا الكتاب المفاهيم الأساسية للتسويق وإدارته من خلال عرض وتحليل أهم ما تضطلع به إدارة التسويق من مهام كتخطيط للأنشطة التسويقية وتنظيم تلك الأنشطة ورقابتها. إضافة أن هذا الكتاب يتفرد بعرض وتحليل أهم المشكلات التي تواجه إدارة التسويق في منظمات الأعمال وخاصة العربية منها، كذلك تحديد سبل معالجتها من أجل دفع منظمات الأعمال العربية على الأخص لرفع مستوى أدائها التسويقي لأنه متطلب لا بد منه في الوقت الراهن نتيجة للتهديدات الكبيرة التي تواجه هذه المنظمات.
إن محتوى هذا الكتاب جاء متوافقاً وملبياً للخطط الدراسية لأقسام التسويق لبعض الجامعات مما يجعله مركزاً على محتويات هذه الخطط دون التوسع خارج إطارها.
يقع هذا الكتاب في عشرة فصول هي، الفصل الأول يركز على مسالة تطور التسويق ومفاهيمه وأبعاده، أما الفصل الثاني فإنه يتناول تخطيط وتنظيم العملية التسويقية وخاصة عملية التخطيط الاستراتيجي للنشاط التسويقي، في حين شمل الفصل الثالث على استخدام بعض النماذج السلوكية لتفسير سلوك المستهلك، بينما تضمن الفصل الرابع إدارة المنتجات، في حين أن الفصل الخامس يعالج مسألة إدارة تخطيط وتطوير المنتجات الجديدة، أما الفصل السادس فإنه يركز على إدارة عملية التسعير، بينما يركز الفصل السابع على إدارة الترويج والبيع الشخصي وعملية البيع، أما الفصل الثامن التوزيع فيركز على إدارة قنوات التوزيع وإدارة التوزيع المادي (نقل وخزن) ، في حين يركز الفصل التاسع على نظم المعلومات التسويقية الذي هو الأساس في التخطيط واتخاذ القرارات الخاصة بالأنشطة التسويقية. أما الفصل العاشر والأخير فإنه يتناول مسألة حيوية وأساسية ألا وهي، المشكلات التسويقية في منظمات الأعمال وخاصة العربية وسبل معالجتها.
إن هذا الجهد المتواضع الذي يضعه المؤلفان بين أيدي الطلبة والدارسين والباحثين وذوي الاختصاص، ليرحبان بأي اقتراح أو نقد بنَّاء يهدف إلى تطوير هذا الكتاب للأفضل.
وهذه هي الطبعة الجديدة من الكتاب حرصنا على تعديلها وتصويب الخطأ فيها لما يحقق المصلحة المرجوة من هذا الكتاب
وأخيراً الحمد لله رب العالمين وله الشكر والحمد
المؤلفان