أنماط التعلم والابداع الجاد في التعليم

المقدمة
أن التغييرات المتسارعة بالعالم المعاصر أصبحت إحدى الملامح الرئيسة للألفية الثالثة، وأن الأنظار تتجه نحو النظم التربوية ممثلة بمؤسساتها المختلفة لتنهض بمسؤولياتها لتطوير الفرد وتحرير طاقاته الإبداعية، ومن خلال اطلاع الباحثة على العديد من الدراسات التي تناولت أنماط التعلم السائدة دماغيا لدى الطلبة لاحظت أن المدرسين يعتمدون أساليب تدريسية لا تراعي الفروق لدى الطلبة في تلك الأنماط فهم يعتقدون بأن الطلبة ما داموا يقعون في الفئة العمرية نفسها فهم بالضرورة يمتلكون قدرات متماثلة في اكتساب المعلومات ومعالجتها، كما أن مناهج المرحلة الثانوية تعطي أهمية لوظائف النمط الأيسر وتهمل النمط الأيمن من الدماغ، وتركز على المعلم وعزلة الطالب وتهتم بالحفظ والتلقين، وعلى الرغم من فاعلية الدماغ في تشكيله للأنماط والتعامل معها الا أنه يكتسب عيوبا تؤثر على أدائه وتجعله أسيرا لتلك الأنماط مما تحد من قدرات الإبداع لديه، ومن اجل التغلب على تلك العيوب أبتكر دي بونو مجموعة من الأدوات والاستراتيجيات للخروج من سيطرة تلك الأنماط والانطلاق نحو عالم الإبداع الجاد ليتمكن الطالب من رؤية الشيء الواحد بطرق مختلفة وبديلة، ولتباين الدراسات السابقة بنتائجها في متغيرات البحث الحالي ظهر اهتمام الباحثة لمعرفة بعض الجوانب التي أغفلتها تلك الدراسات السابقة، وتأتي أهمية البحث الحالي في مساعدة التربويين لتشخيص الوضع الحالي بمدارسنا ليعتمد التعليم على طرائق تدريسية أكثر فاعلية تمكن الطلبة من التغلب على مشكلاتهم وتحسن من أدائهم، بدلا من استخدام طرق تقليدية تنمي احد أنماط الدماغ على حساب الأنماط الأخرى، وعليه يهدف البحث الحالي التعرف على أنماط التعلم السائدة دماغيا والإبداع الجاد لدى طلبة المرحلة الثانوية من المتميزين والعاديين (ذكور- أناث)، كما ويهدف التعرف على الفروق في الإبداع الجاد لدى طلبة المرحلة الثانوية ليتمكن المتخصصون من رعايتهم وتنمية الإبداع الجاد لديهم الذي تزايد الاهتمام به عالميا ليصبح مثل المواد الخام للناس، ويهدف البحث الحالي أيضا التعرف على الفروق في الإبداع الجاد على وفق أنماط التعلم السائدة دماغيا بين أولئك الطلبة، ولتحقيق أهداف البحث قامت الباحثة بتبني مقياس تورانس المعروف باسم أسلوب تعلمك وتفكيرك لقياس أنماط التعلم السائدة دماغيا النسخة المقننة ليوسف قطامي (1986) الصورة (أ)، كما أعدت الباحثة اختبار لقياس الإبداع الجاد من خلال تبني وجهة نظر دي بونو للإبداع الجاد، وقد تحققت الباحثة من الخصائص السيكومترية للأداتين، وبلغت عينة التطبيق النهائي (352) طالبا وطالبة من المتميزين والعاديين، بواقع (176) طالبا وطالبة من المتميزين، و(176) طالبا وطالبة من العاديين من طلبة المرحلة الثانوية (الخامس علمي) في المدارس التابعة لمحافظة بغداد في مديرية تربية الكرخ الأولى، والذين تم اختيارهم بالطريقة الطبقية العشوائية، وبعد تطبيق أداتي البحث وتحليل البيانات إحصائيا باستعمال الوسائل الإحصائية ( مربع كاي، معامل ارتباط بيرسون، معامل جتمان غير المتماثل، الاختبار التائي لعينة واحدة، تحليل التباين الثنائي، تحليل التباين الثلاثي ) وقد توصلت الباحثة الى النتائج الآتية :
1- نمط التعلم الأيمن هو النمط السائد دماغيا بين أفراد عينة البحث.
2- لا توجد فروق دالة إحصائيا في أنماط التعلم السائدة دماغيا بين أفراد العينة يمكن أن تعزى لمتغير النوع (ذكور، إناث).
3- وجود فروق دالة إحصائيا في نمط التعلم الأيمن السائد دماغيا بين الطلبة المتميزين والعاديين ولصالح الطلبة المتميزين .
4- انخفاض في مستوى الإبداع الجاد بين أفراد عينة البحث .
5- لا توجد فروق دالة إحصائيا في مستوى الإبداع الجاد بين أفراد العينة يمكن أن تعزى لمتغيري النوع (ذكور، إناث) ونوع الطلبة (متميزين، عاديين).
6- لا توجد فروق دالة إحصائيا في مستوى الإبداع الجاد على وفق أنماط التعلم السائدة دماغيا تبعا لمتغيري النوع (ذكور، إناث) ونوع الطلبة (متميزين، عاديين).
واستنادا لهذه النتائج قدمت الباحثة مجموعة من التوصيات والمقترحات.