أساليب وطرق تدريس اللغة العربية وإعداد دروسها اليومية

مقدمة الطبعة الثالثة
الحمد لله البارئ المنعم المتفضل على عباده الصالحين والصلاة والسلام على رسول الله سيد الخلق وخاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين.
أحمدك ربي أنعمت فأجزلت وأعطيت فأكثرت ويسّرت وسهلت، اللهم إني أسألك أن توفقني إلى كل طريق خير وإلى سبيل كل بر وأن تمنعني من سلوك كل شر وكل ضلالة وجهالة وبعد،
فإنّ اللغة العربية لغة القرآن الكريم التي يجب علينا أن نحافظ عليها وأن ندافع عنها ومن ملك وسيلة إلى ذلك فقصر في العمل فقد أثم إنما كبيراً، إن الغرب الأوروبي ومنذ زمن طويل وضع الخطط ورسم الأحاييل ونصب المكائد من أجل إضعاف اللغة في نفوس المسلمين عامة والعرب خاصة –وهو يهدف إلى الوصول إلى هدم الدين والأخلاق-، ولا مراء في ذلك فقد نجح نجاحاً كبيراً في الأمرين، فاللغة العربية سيطرت عليها اللهجات العامية. ومَنْ أراد الاستزادة فعليه قراءة كتابي الدكتور محمد محمد حسين: “الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر” وكتابه “حصوننا تتهدم من داخلها” وهو في كلا الكتابين ينبه ويحذر ويرصد سبل الإفساد ودعوات الهدم وهو يدعو في كليهما إلى الحفاظ على اللغة والدين والأخلاق لكن الأمر يحتاج إلى أستاذ فاضل واحد إن الأمر يحتاج إلى تكاتف ومقاومة آلاف من عملاء اللغة والوطنيين المناهضين للتفرنج بلا حدود ولا قواعد.
إن صور هدم اللغة ظهرت بأساليب كثيرة ومنها دعوة قاسم أمين إلى إلغاء حركات الإعراب وتسكين أواخر الكلمات كما فعل الأتراك.
ومنها دعوة الشاعر اللبناني سعيد عقل وفيها يدعو إلى استعمال العامية اللبنانية وكتابتها بالحروف اللاتينية.
ودعوة عبدالعزيز فهمي إلى استخدام الحروف اللاتينية وعشرات الدعوات غيرها.
وقد ظهرت ثمرات هذه الدعوات وغيرها في أجهزة التلفاز ومحطاتها الأرضية والفضائية فالكتابة والرسائل الصغيرة بالعامية وبطريقة تدعو إلى الرثاء وهي تظهر أن الأمة قد أوشكت على الانهيار لأننا لا نجد من يتصدى لما يحدث، والأحاديث في الإذاعات والتلفازات بالعامية والمعيبة أن المتحدثين من المسئولين ومن المتعلمين بل من كبار العلماء والمصيبة الأكبر أن معظم أستاذة اللغة في الجامعات يتحدثون بالعامية وهم يشرحون قواعد النحو والصرف.
إن خطورة الأمر تبرز من خلال العناية الفائقة بالعامية خاصة الشعر العامي والرسائل المكتوبة بالعامية وغير ذلك.
إننا في هذا المقام نناشد علماء الأمة ومسئوليها الوقوف أمام هذه التيارات والتصدي لأساليب الهدم-هدم اللغة. لأن آلة الهدم تعمل في كل المجالات الجغرافية والسياسية والأخلاقية والبدنية واللغوية بل تعمل بشدة لهدم الأسّرة من أساسها وأصبح الشاب لا يقدر والده ولا يحترم والدته ولا يحبّ أخا ولا أختا ولا عما ولا خالاً ولا جاراً ولا جارة.
ونعود إلى قواعد اللغة التي تتعرض للهدم والهدامون يزعمون أن قواعد الغة العربية صعبة بل مستعصية على الفهم والإفهام وهم يلقون بالتهم جزافاً، وهم يرسمون لنا خططاً جديدة لتعليم القواعد أو الإملاء وغيرهما وكلها تهدف إلى تغيير ما ألفته أبصارنا وأسماعنا وألسنتنا.
وفي كتابنا هذا الذي سيظهر في طبعته الثالثة رسمنا طرق تدريس فروع اللغة للمرحلة الأساسية بالدرجة الأولى هادفين من ذلك إلى أن يتعلمها طلاب الكليات (كليات التربية والمعلمين) لتكون لهم نبراساً في حياتهم التدريسية.
والهدف من ذلك تأسيس المعلم الذي يملك العلم ويملك أساليب وطرق تدريس هذا العلم إن علينا أن نؤهل معلمي اللغة العربية تأهيلاً عالياً وأن نقدم لهم كل وسائل التشجيع المعنوية والمادية وأن نشملهم بالتدريب المستمر حتى تصبح قدراتهم في تعليم اللغة بكل فروعها عالية.
والأهم من ذلك أن نختارهم بطريقة دقيقة وأول معايير الاختيار الرغبة في دراسة اللغة ثم تدريسها ثم بخاصة في تعلم وإتقان أساليب التدريس خلال فترات التدريب.
لقد وضحنا في الطبعتين السابقتين الفصول التي اشتمل عليها هذا الكتاب ولا نريد أن نكرر ما كتبناه ثم أضفنا إليه إضافات وجدنا أنها تزيد من فائدته ورجعنا في ذلك إلى مراجع جديدة.
اللهم إني أسأل بعزتك ورحمتك أن تبعدنا عن الشر والأشرار والطمع وأصحابه والفساد والمفسدين وأن تنقي نفوسنا منها جميعا وأن تصفّي قلوبنا من الضغينة وأن تملأ أفئدتنا بحبِّ الخير وحب الناس والتفاني ف يالعمل والإخلاص في عبادتك وأن تبقي ألسنتنا رطبة بذكرك إنك أنت السميع العليم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
د. فؤاد أبو الهيجاء
شعبان 1427
تشرين الثاني 2007.