أساسيات المناهج التعليمية وأساليب تطويرها

المقدمة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.وبعد
تحتل المناهج اليوم مركزاً هاما في العملية التربوية بل تعتبر إلى حد ما العمود الفقري للتربية.
وتقوم المناهج التعليمية عادة على مجموعة من الأسس التي تحدد جوانب المنهج في أهدافه ومحتواه وطرق تنفيذه، يرجع إليها خبراء المناهج عند عمليات التخطيط والتطوير والتصميم والبناء، من أجل تربية الأجيال تربية سليمة وتربويـة.
ويتفق المتخصصون في تحديد هذه الأسس بالأسس الفلسفية والأسس المعرفية والاجتماعية والثقافية والأسس النفسية من أجل تربية الأجيال تربية علمية سليمة.
وتعد المناهج أداة التربية ووسيلتها لتحقيق أهدافها. ونظراً لهذه الأهمية ، كان لأي نظام تربوي أن يبني منهجاً تعليمياً يعكس النظرية التربوية التي يـؤمن بها لأن نظرية المنهج هي في النهاية انعكاس التربية السائدة في المجتمع.
ونظراً لأهمية المناهج كعلم ومجال دراسة، وحقل مستقل فقد وضع هذا الكتاب في ثلاث وحدات، عالجت الوحدة الأولى : المفاهيم المختلفة للمنهج قديماً وحديثاً وانعكاسات تلك المفاهيم على عناصر العملية التعليمية بالسلب أو الإيجاب، والأسس التي تستند المناهج إليها من أجل بنائها وتخطيطها أو تطويرها.
وتناولت الوحدة الثانية : البنية المنهجية للمنهج القديم والفلسفة التي يستند إليها وتصميماته التي جاءت متفقة مع مفاهيمه وفلسفته،كما تناولنا بنيـة المنهج الحديث وعناصره أهدافاً ومحتوى وأنشطة التعليم والتعلم وأساليب التقويم، والتصميمات التي جاءت متفقة مع هذا المفهوم ومركزه على حاجات الفرد وحاجات المجتمع.
وتناولت الوحدة الثالثة: المرتكزات الرئيسية لتطوير المناهج ودواعي التطوير ومبرراته والأسس التي يقوم عليها التطوير، وخطواته، ثم العوائق التي تقف أمام تطوير المجتمع لمناهجه التعليمية، ثم استعرضنا في الجزء الأخير الإنجازات التي تمت في العالم العربي في مجال تطوير المناهج التعليمية العربية.
وإننا إذ نضع هذا الكتاب بين يدي الطالب / المعلم في كليات التربية ومعاهد ، إعداد المعلمين، والمهتمين بقضايا التربية والتعليم ، نأمل أن نكون قد وفقنا في معالجة موضوعات هذا الكتاب بشكل مرضي.
والله ولي الهداية والتوفيق
د. عبد الرحمن عبد السلام جامل
أستاذ المناهج وطرق التدريس المساعد
رئيس قسم العلوم التربوية والنفسية
كلية التربية (أرحب) – جامعة صنعاء