أساسيات التسوق الشامل والمتكامل

المقدمة
لم يعد التسويق في عصرنا الراهن مجرد علم من العلوم الإدارية العاملة على انفراد في مجال الأعمال، بل أصبح بفعل المتغيرات العاصفة في كل ركن من أركان عالم الأعمال جزءاً لا يتجزأ من هذا العالم المتنامي. فالتوجه بالعميل والتوجه بالعاملين والتوجه بالبيئة تمثل أطراف مثلث الأعمال الذي لا غنى عنه. والواقع أن هذا المثلث يمثل فلسفة التسويق الحديث علاوة على كونه محور الأعمال الحديثة.
وتأسيسا على ما تقدم يأتي كتابنا ليجسد هذه الحقيقة على أرض الواقع. فهو كتاب شامل ومتكامل بكل معنى الكلمة باعتباره يضم بين طياته فصولاً متداخلة ومتسلسلة بشكل منطقي. وتأتي شمولية الكتاب من شمولية الممارسات التسويقية نفسها، وهي ممارسات لم تعد تنحصر في ميدان السلع والخدمات التقليدية، وإنما صارت تشتمل على الأفكار والأشخاص والتقنيات وكل شيء لا ملموس من حولنا. كما أنه كتاب متكامل في طروحاته وفلسفته باعتبار التسويق علماً وممارسة لا تتحقق بالكفاءة الفعالة المنشودة إلا إذا ارتبطت بنسيج نشاطات وممارسات الأعمال الأخرى. ومن الخطأ الاعتقاد بأن التسويق يصنع المعجزات إن هو انقطع عن شريان الأعمال النابض بالحيوية والحركة.
ولأننا نعيش ونتعايش مع ثورة تكنولوجيا المعلومات والاقتصاد الرقمي، فقد وجدنا من الضروري تضمين الكتاب فصلين كاملين عن مدى تأثير هذه الثورة على التسويق جوهراً وفلسفة ومضموناً وممارسة. فمن المؤكد تماماً أن الوقع الأكبر لثورة تكنولوجيا المعلومات يجد أكبر أصداءه على وظائف التسويق بالذات الأمر الذي يتطلب تحركاً سريعاً من قبل منشآت الأعمال المختلفة لمواجهة هذه الثورة والتكيف معها وإلا فقدت هذه المنشآت حقها في البقاء. فالتسويق نشاط ديناميكي بطبيعته ولا بد للمسوقين أن يكونوا على أتم الاستعداد لمواجهة عواصف التغيير إلى الأفضل.
وعذراً لقرائنا الكرام إن أخفقنا أو أخطأنا في محاولتنا هذه. فالكمال لله وحده، ونحن نتطلع بإخلاص إلى ملاحظاتكم وآراكم ومقترحاتكم السديدة الداعمة لما فيه تعزيز قيمة هذا الكتاب الجديد في توجهاته ومنطلقاته.
ندعو الله أن يكون عملنا هذا خالصاً لوجهه الكريم وأن نكون قد ساهمنا في رفد المكتبة العربية بكتاب ينتفع به.
ومن الله التوفيق
المؤلفان