مقدمة
تأتي أهمية التخطيط الاستباقي Proactive Planning من خلال نظرة هذا النوع من التخطيط للمستقبل، وذلك بأخذه زمام المبادرة والتحوط، لما قبل حلول الحدث، والعمل على تقدير التوقيت اللازم له، ووضع جدول بالأحداث الهامة، التي يتوقع ان تحل على المنظمة، والاستعداد لها وفق خطة متكاملة.
انه تخطيط يهدف إلى التنبؤ بالمستقبل، في محاولة لكشف النقاب عما سيحصل فيه، وتدعيم عمليات بنائه، ووضع الخطط اللازمة لمواجهة القادم منه، قبل وقوعه بفترة مناسبة، وهذا يتطلب النظر الى المستقبل، كأحداث يمكن تشكيلها، علاوة على سعيه لتحسين كفاءة الأعمال، وتحصينه المنظمة من الوقوع في المشاكل المحتملة، التي بدون الاستعداد لها، تضحى باهظة التكلفة مادياً وبشرياً.
انه اسلوب تستخدمه المنظمات، التي تضع المبادرة والعمل الممنهج على رأس اهتماماتها، من خلال الاستعداد الجاد للمستقبل، عن طريق اتخاذ الإجراءات الوقائية للمشاكل المُحتملة، والتخطيط لاتخاذ قرارات بمديات متفاوتة، قبل حدوث أي طارئ أو أية أزمة، وذلك على عكس الخطة التفاعلية Reactive Plan، التي تعني انتظار المشكلة حتى تحصل، ومن ثم التحرك والتفتيش عن حلول لها، وهذا ما يشكل خطأ جسيم، ممكن ان تقع فيه أية منظمة او فرد في أي مجال.
ان العمل الاستباقي، يكمن في بقاء المنظمة متيقظة دائماً، لأية مشكلة قد تحدث، وحينها تشرع بوضع الخطط اللازمة، مدعومة بخطط تنفيذية، جاهزة للعمل في الوقت المناسب، وهذا يتطلب وجود فرد او جهة لديها قدره على العمل الدؤوب، وامتلاك الحكمة، والمعرفة، والتمرس، ودراسة تجارب الاخرين، والاستفادة منها منعاً لحدوث أي خلل، او اخفاق، او تعثر في أداء المنظمة في المستقبل.