الحمد لله الرؤوف الرحيم والصلاة والسلام على نبينا (محمد) وعلى آله وصحبه المنتجبين.
فإن الجذور التاريخية للاهتمام بالجودة تنسب إلى عصور بالغة القدم في التاريخ. وقد شهد موضوع الجودة، في العصر الحديث، اهتماماً وتطوراً واسعاً منذ الحرب العالمية الثانية حتى الآن، إذ تلقى دراسة إدارة الجودة الشاملة اهتماماً متزايداً في الوقت الحاضر، ذلك بهدف تحسين كفاءة المنظمات المختلفة التي تعمل على تقدم المجتمع ورفاهيته. فلا يكاد يمر يوم، دون أن تضاف نتائج ونظريات جديدة إلى مجرى المعرفة الإدارية. ومن ناحية أخرى، أخذت الإدارة التربوية تستفيد من النظريات والأساليب والنتائج المتعلقة بعدد كبير من العلوم الأخرى، وذلك بهدف زيادة فهمها للمتغيرات التي تتعامل معها والبيئة التي تعمل فيها.
وإذا كان التركيز في هذا الكتاب منصباً على الجودة في التربية والتعليم، فإن ذلك لايقلل من الفائدة المرجوة. ذلك ان الموضوعات التي يتضمنها الكتاب –كما سنرى- تتسم بعمومية تطبيقها في جميع أنواع المنظمات، وينتج عن ذلك قابلية الكفاءة الإدارية للإنتقال بين هذه المنظمات، فضلاً عن ذلك، فقد تم التركيز على الجوانب التطبيقية للجودة والاعتماد في التربية والتعليم العالي بصورة خاصة، من خلال التجارب العالمية والإقليمية التي تناولت هذا المنهج، وصنعت له تراكماً معرفياً قائماً بذاته يدرّس في الجامعات المختلفة.
كما يهدف هذا الكتاب إلى توفير المعارف العلمية الحديثة حولها لكل مهتم بها، من باحثين، وطلبة الدراسات العليا في الجامعات، وممارسين في مجال الجودة في مجالات الأعمال المختلفة.
ويتميز الكتاب بمحاولته، تناول الموضوع من مختلف أبعاده وجوانبه، بطريقة منهجية منظمة، فضلاً عن تناوله للأساليب والأدوات الأساسية التقليدية في هذا الجانب، وحرصه على تناول الأساليب والنماذج الحديثة. كما يتصف بتركيز المعلومات وتلخيصها بأشكال وجداول وعرضها بطريقة واضحة.
تضمن الكتاب تسعة فصول. تناول الفصل الأول: ماهية الجودة، ومرادفاتها، في المبحث الأول، وإدارة الجودة الشاملة في العصور القديمة والإسلام في مبحث ثانٍ.
أما الفصل الثاني فتحدث عن نشوء الجودة وتضمن ثلاثة مباحث: أولها تناول التطورات التاريخية للجودة وروادها، إذ تناول منهجين، أولهما: مناهج ماقبل إدارة الجودة الشاملة، إذ احتوى على بدايات نشوء الجودة، من خلال ثلاثة مراحل، هي: السيطرة على الجودة في المرحلة السابقة لظهور الإدارة العلمية، ثم مرحلة منهج السيطرة على الجودة بالفحص (التفتيش). أما المرحلة الثالثة فهي منهج السيطرة الإحصائية على الجودة (S.Q.C).
أما المنهج الثاني، فهو إدارة الجودة الشاملة في العصر الحديث، التي تضمنت: منهج السيطرة الشاملة على الجودة، وحلقات الجودة، ثلاثية الجودة، والمعيب الصفري، ومساهمات (ديمنك)، وإدارة الجودة لأوكلاند، وبيترسنج.
أما المبحث الثاني فقد تضمن، مبادئ إدارة الجودة الشاملة، وعناصرها، ودليل الجودة، ومتطلباتها، وخطواتها، ومراحل تطبيقها، وفوائدها، والبنية التحتية للجودة.
أما المبحث الثالث، فقد تناول: دور الإدارات العليا في إدارة الجودة الشاملة، ونمط القيادة المناسب لإدارة الجودة الشاملة (أنموذج الشبكة الإدارية (لبليك وهوتن)، وأنموذج دورة الحياة (لهرسي وبلانكارد)، وأنموذج طيف السلوك القيادي (لتاننبوم وشمدت)).
أما الفصل الثالث: أبعاد إدارة الجودة فقد انصب على التركيز على ثلاثة مواضيع حيوية في الجودة الشاملة، هي: التحسين المستمر، والمقارنة المرجعية، في مبحثين، إذ تم تناول المنهج الياباني في تحسين الجودة من خلال منهج (كايزن) ومفاهيمه الأساسية، وكيفية تطبيق طريقته، ثم منهج (جوران) في تحسين الجودة ومكوناته وأدواته، ثم دورة (جون مارش) للتحسين المستمر.
وتضمن المبحث الثاني: المقارنة المرجعية ومجالاتها، وعملياتها. أما المبحث الثالث فقد ضم المواصفات القياسية الدولية (ISO)، فضلاً عن الجوائز الدولية للجودة.
وركز الفصل الرابع على الثقافة التنظيمية للجودة والتغيير للتحول إلى إدارة الجودة الشاملة، من خلال ثلاثة محاور أساسية، هي: أولاً الهيكل التنظيمي، وعناصره وثانياً، الثقافة المنظمية وأشكالها، وثالثاً إدارة التغيير للتحول إلى إدارة الجودة الشاملة: وخطواته، ومقاومته، وطرق مواجهتها، ومناهج التغيير التنظيمي، وتخطيطه.
وتناول الفصل الخامس إدارة الجودة الشاملة في التربية والتعليم العالي، من حيث مفهومها في التربية، واقعها، مبادئها، أهدافها، نظامها، خطواتها- معوقات تطبيقها.. الخ.
وقد تناول الفصل السادس تحول المفهوم التقليدي لجودة التعليم العالي الجامعي وامكانية تطبيق مبادىء ديمنك وجوران في التعليم الجامعي وكروسبي وفلسفة بالدرج في جودة التعليم الجامعي فضلا عن قواعد واساليب وادوات وخطوات الجودة في التعليم العالي .
اما الفصل السابع، فقد تناول التحديات المواجهة للتعليم العالي والحلول المستقبلية اخذاً بنظر الاعتبار توجهات الادارة الجامعية في العالم العربي واساليب الادارة اجامعية ورؤية مستقبلية لتجسيد الجودة الشامــلة في الجامــعات العربية ، والعولمة .
اما الفصل الثامن فقد تجسد في موضوع الاستثمار في التعليم العالي من خلال مدخل اقتصاد المعرفة . اذ تناول مفهوم مفهوم اقتصاد المعرفة ، ومكانة الاقتصاد المعرفي واهميته وسماته وركائزة وغيرها .
وقد ركز الفصل التاسع على سلسلة مواصفات الايزو 9000 وتوظيفها في التعليم الجامعي ، كما تناول تجارب عالمية وعربية في الجودة .
هذا وانني ارى ان الأدبيات في الادارة التربوية مازالت تفتقر الى كتب في هذا الموضوع العالمي تكون كمراجع تتناول الجوانب النظرية والعلمية لمفهوم الجودة في التعليم بشكل عام . ويعرض ما ترتبط به من مفاهيم اخرى مثل الاعتماد الاكاديمي ، كما يستعرض نماذج عملية وتطبيقات واقعية لهذه المفاهيم.
من هنا ظهرت فكرة هذا الكتاب الذي يناقش المفاهيم والافكار المرتبطة بالجودة الشاملة ومحاولة تحديد المصطلحات بدقة وبيان اهم الفروق بين استخدامات المصطلح الواحد في ميادين الصناعة والتربية والتعليم بصورة خاصة .
وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) التوبة: ١٠٥
د. هناء محمود القيسي
فلسفة إدارة الجودة في التربية والتعليم العالي (اساليب وممارسات )
$17.50
عدد الصفحات: 312
سنة الطبع: 2016
نوع التجليد: كرتونية
رقم الطبعة: 1
لون الطباعة: ابيض
القياس (سم): 17×24
الوزن (كغم): 0.520
الباركود: 9789957182960
| الوزن | 520 جرام |
|---|---|
| الأبعاد | 17 × 24 سنتيميتر |
التصنيفات: الإدارة وأصول التربية, التربية و علم النفس
الوصف
منتجات ذات صلة
استراتيجّيات التدريس البصري في تنمية التعبير الكتابي
$15.00
التربية الأخلاقية (منهج قرآني)
$15.00
الخرائط الذهنية والمفاهيمية في تنمية التفكير الناقد
$15.00
العمل مع الأطفال الصغار
$22.50
رعاية الطفولة المبكرة في ضو المنهج التربوي الإسلامي
$15.00
طرائق فعالة في تدريس العلوم
$15.00
طرق تدريس المواد الاجتماعية
$12.50
معلم الدراسات الاجتماعية وحركة المعايير التربوية – الواقع المأمول
$15.00
