تصميم البحوث التربوية التنظير والتطبيق

المقدمة
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سِّيد وخاتم الرمسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. أما بعد:
يشغل البحث العلمي بمختلف مجالاته مكانة مهمة في تقدم ورقي الأمم لما له من دور هام ومستمر في ذلك، كما يعتبر مؤشر على حضارة الدول، ودليلًا على اهتمام حكوماتها بالرفعة والتطور.
والأمر يطبق على البحث التربوي لما للتربية من أهمية في إعداد الفرد المتعلم للحياة، وتظهر أهمية البحث التربوي في بناء المعارف المختلفة، وتصحيحها وتجويدها، والعمل على حل المشكلات التي تواجه العاملين والمهتمين بها.
ونظرًا لتعدد وإتساع مساحة الجوانب التربوية من إدارة تربوية ودراسية، وجوانب نفسية إرشادية، ومناهج متعددة مقدمة للمتعلمين، والحاجة إلى أساليب واستراتيجيات للتدريس المقررات والكتب الدراسية، ووجود فئات بشرية مختلفة من طلبة وأولياء أمور و معلمين وإداريين.
تظهر الحاجة إلى الدراسات والبحوث التربوية وبشكل مستمر، لمواكبة العالم الذي يسعى إلى الوصول إلى المعرفة وحل المشكلات.
ومن هنا جاء هذا الكتاب في تصميم البحوث التربوية (التنظير – والتطبيق) تيسيرًا وتسهيلًا على القارئ والمهتم في هذا الشأن، فقد تم تقسيم الكتاب إلى أحد عشر فصلًا، في الفصل الأول تم تناول العم وأهدافه، البحث العلمي والبحث التربوي، وأهداف وخصائص وأهمية وأخلاقيات البحث التربوي.
ويشتمل الفصل الثاني على خلفية البحوث التربوية – مراحل عملية البحث التربوي- ابتداءً بعنوان البحث ومقدمته، وتحديد مشكلته وكتابة أسئلته، وصياغة فرضياته، وأهمية وأهداف البحث التربوي، وتعريف متغيرات البحث إجرائيًا، وحدود محدداته.
أما الفصل الثالث من هذا الكتاب فقد تناول الإطار النظري للبحث من خلال التعبير عن متغيرات البحث، والتدرج في كتابة الإطار النظري وأهميته في البحث، والدراسات السابقة وكيفية البحث عنها ومعايير اختيارها، وتحديد تناسبها مع البحث، وكيفية التعقيب على الدراسات السابقة، وأهمية ذلك بالنسبة للبحث قيد الإنجاز.
وكانت منهجية البحوث التربوية محور اهتمام الفصل الرابع من الكتاب، حيث تم التعرف إلى المنهج التاريخي، والمنهج الوصفي في دراساته المسحية والارتباطية وتحليل المحتوى، وكذلك المنهج التجريبي، والمنهج النوعي، مع وجود بعض الأمثلة على البحوث التربوية التي تناولت هذه المنهجيات في سياقها.