المقدمة
يتناول هذا الكتاب موضوع التعلم وتعديل السلوك من خلال الموسيقى والدراما، وقد قمتُ بتزويد القارئ بالمعلومات والمهارات الأساسية في هذا الميدان آملةً أن يستفيد منها القارئ في شتّى ميادين الحياة، وسعيًا لتحقيق غرض الكتاب فقد لجأتُ إلى بيان ضرورة تسخير الفنون بشكل عام والموسيقى والدراما بشكل خاص في ميدان التعليم بهدف تحقيق الغاية الأساسية من عملية التعلم وهي خلق فرد سوي ليكون فيما بعد مواطناً صالحاً مبدعاً ومتميزاً.
ينقسم هذا الكتاب إلى ثلاثة فصول، يعرض الفصل الأول تاريخ استخدام الموسيقى والدراما في التعليم وفي تغيير سلوك الطلبة، لأُلقي الضوء من خلال هذا الفصل على فاعلية استخدام الموسيقى والدراما في التعليم وما ينعكس بالتالي على اتجاهات الطلبة ويتم بذلك تعديل سلوكهم.
أما الفصل الثاني بعنوان “التعلم باستخدام الموسيقى والدراما ” وكيف يتم ذلك من خلال الموسيقى والدراما، يتناول هذا الفصل عدة مواضيع أهمها ماهية التعلم من خلال الموسيقى والدراما وكيفية إحداث عملية تغيير وتعديل سلوك الطلبة باستخدام الموسيقى والدراما، وذلك أن الفنون تساعد الإنسان على التعبير عن ذاته والتحكم بانفعالاته، وهذا من أهم الأهداف التي نسعى لتحقيقها، لما لها من اَثار إيجابية تتمثل في زيادة قدرة الفرد على التعامل مع المشكلات وقبول الاختلاف وتقبل الاَخر وينتج عن ذلك إحداث التغيير الإيجابي في شخصيته بما يتوافق مع سماتها ومع متطلبات العصر، ولا ينتج ذلك إلا بعد استخدام الاستراتيجيات الفاعلة لتفريغ الطاقات الكامنة لديه، وتعزيز الطاقة الإيجابية، وبالتالي يؤدي إلى السيطرة تدريجياً على المشاعر السلبية ومساعدة الأفراد على التحكم بها.
ويعرض الفصل الثالث تطبيقات عملية لاستخدام الموسيقى والدراما في تعليم الطلبة المواد العلمية وينطبق ذلك على مختلف المواد الدراسية التي يتلقاها الطلبة خلال المرحلة الدراسية الإلزامية، ليتم خلال هذا الفصل عرض مقتصر على الأفكار الأساسية التي قد تعين المعلم في عملية شرح وتبسيط المادة الدراسية، وقد اخترت عدم ذكر التفاصيل الدقيقة خلال هذه السكتشات الدرامية لأترك العنان لخيال المعلم لاقتراح ما يناسب الطلبة من حوارات داخل العروض التمثيلية.
وبهذا يتمّ الكتاب بحمد الله وفضله، سائلين الله تعالى أن يتقبلّه خالصاً لوجهه.
فبين أيديكم أضع كتابي، آملةً أن أنير به الطريق فيما يخص علاقة الموسيقى والدراما بالتعليم، وما ينعكس بالتالي على تعديل سلوك المتعلمين عسى أن أكون قد أصبت في هذا الكتاب، فإن كنت، فذلك فضل من الله، وإلا فقد بذلت جهدي في ذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي القدير.
والله وليّ التوفيق،،،