المقدمة
مما لا شك فيه أن العلاقات الاجتماعية التبادلية الإيجابية بين الناس في جميع مناحي الحياة تحقق السعادة والرفاهية والشعور بالأمن والطمأنينة لدى الأفراد ،فالتفاعل الاجتماعي الودي هو أحد أنواع الذكاءات المتعددة وتندرج تحته المشاعر العاطفية والتعاطف مع الآخرين من أجل العيش الكريم. وعلى النقيض من ذلك نجد أن سوء السلوك وازدراء الآخرين ووضع العراقيل في طرقهم ،والتعامل معهم بطرق مؤذية ومحرجة والتملق للبعض والمعاملة العدوانية وغير ذلك من التصرفات والطباع المثيرة للحزن والقلق والمسببة للصراعات.ويفترض أن يتحلى الانسان بسلوكيات تنم عن التهذيب والأدب واحترام الغير الذين يحتك بهم في ميادين الحياة المختلفة لكي يلاقي القبول والإحترام والإعتراف بإنسانيته ويحتفظ بمكانته الإجتماعية اللائقة به كإنسان فضله الله على سائر المخلوقات ومنحه العقل الراجح والحكمة.وحيث أن السلوك السوي الراقي يعد من مؤشرات الإتزان العاطفي والتعامل العصري الحضاري وينتج العمل المثمر والعلاقات الطيبة ,فإنه مازالت هناك بعض التصرفات والطباع التي نصادفها والتي تتميز بالسلبية وفقدان السيطرة على الإنفعالات الذاتية مما تتسبب في إرباك العمل وإفساد العلاقات بين الأفراد التي يفترض أن تتسم بالحميمية والمحبة والدفء وسلامة النية.كما تتسبب في إضعاف الإنتاجية وهدر الوقت في سفاسف الأمور.لذلك جاء هذا العمل المتواضع الذي هو خليط متجانس من علم الإجتماع وعلم النفس وعلم الإدارة والتربية ليعرض بعض الطباع والتصرفات الصعبة التي يمارسها البعض ,ويعرض الإستراتيجيات المناسبة للتعامل معها وللحد منها مما يساهم في خلق مجتمعات عمل معاصرة واعية متفاهمة يترفع أفرادها عن التصرف بطرق غير مريحة بل ومزعجة ويسعون الى حل المواقف الصعبة بروية وحكمة عن طريق الحوار والتفاهم واحترام الرأي الآخر. وهذا بالطبع يعود بالنفع على المجتمع والأفراد وميادين العمل والإنتاجية.
د. رافدة الحريري