المقدمة
البيئة … نعمة الله على الإنسان.. ومنذ خُلق على هذه الأرض كان في تفاعل مستمر وعلاقة متبادلة مع بيئته اعتمد عليها في توفير حاجاته وإشباع رغباته من أجل الإبقاء على حياته في المأوى والمأكل والملبس من ماء وهواء وتربة وموارد طبيعية وصناعية وكذلك إقامة علاقات إنسانية اجتماعية ثقافية اقتصادية وسياسية … الخ.
وكلما تقدم الإنسان.. وقطع أشواطاً بعيدة معتمداً على بيئته في محيطه الحيوي.. واجه صعوبات جمة للحفاظ عليها وعلى توازن عناصرها وتفاقمت المشكلات البيئية بعد الثورة الصناعية.. فظهرت مشكلات الانفجار السكاني وتوسع المدن حضارياً عمرانياً والتلوث بأنواعه والفقر والمجاعة والتصحر والأمراض الفتاكة والمستوطنة وملايين من المخلفات والنفايات الصناعية والإشعاعية المضرة بالبيئة والإنسان وفجوة الأوزون والاحتباس الحراري وارتفاع ملوحة التربة وتلوث مياه البحار والمحيطات والمناطق الساحلية وتدهور الموارد النباتية والحيوانية.. الخ.
وانعكست آثار هذه المشكلات سلبياً على الكائنات الحية وغير الحية بشكل عام وعلى الإنسان بشكل خاص مما أدى إلى إحداث اختلال بيئي في النظم وتحسينها تؤثر على البشر جميعاً حكومات وشعوب، جماعات وأفراد إنها مشكلة عالمية مشتركة ليس على حساب دولة دون أخرى أو مجتمع دون آخر أو نظام دون نظام أو إنسان من دون غيره.
وخلال الربع الأخير من القرن الماضي بدأت دول العالم حكومات وشعوب ومنظمات وأحزاب وحركات وتجمعات ونوادي وجميع الأنشطة والفعاليات المختلفة تتنبه من هذه المخاطر العصبية وتدعو للاهتمام بالبيئة وحمايتها والدفاع عنها وتحسينها نحو الأفضل وتحر من الإخلال البيئي والاستخدام غير المتوازن لموارد البيئة الطبيعية والصناعية …
وظهرت منظمات عالمية تهتم بالبيئة ومشكلاتها وضمن مهماتها تدعو للاتزان البيئي منها منظمة اليونسكو والونيسيف واليونيب والفاو والالسكو والاسسكو وغيرهما وتم التأكيد على إدخال مناهج التربية البيئية ضمن مناهج المدارس الأساسية والثانوية والمعاهد والجامعات وفي الدراسات العليا (الماجستير والدكتوراه) ودعت لتأليف الكتب والأبحاث العلمية والمجلات والصحف والدوريات والنشرات التخصصية واهتمت بالباحثين والدارسين والمختصين والخبراء وتقام سنوياً ودورياً المؤتمرات وورش العمل ودورات التخطيط والتدريب والعمل واعداد وتصميم البرامج وتنفيذها وتبادل الخبرات والاستشارات بين دول العالم كافه والتأكيد على دور الدول النامية والفقير في التنمية المستدامة وهذه الدول بأمس الحاجة لهذا الاهتمام المتزايد والدعم اللامحدود والمستمر في هذا المجال الحيوي الذي تتزايد أهميته مستقبلاً أكثر وأكثر ويوماً بعد يوم.
وفي الوطن العربي استيقظت الحكومات والشعوب لردع هذه المخاطر ولردم الهوة ولو بوقت متأخر عن باقي دول العالم.