مقدمة
يصف البعض هذا العصر بـ (العصر الفضائي)، خاصة بعد استخدام البث الرقمي في الاتصال الإذاعي والتلفزيوني المباشر ، وبمعنى آخر، أن الثورة الإعلامية التي بدأت تظهر في تقنيات الاتصالات والأقمار التي تجوب الفضاء الخارجي وشبكات المعلومات Web و Internet , Emial والنظام الإعلامي الشامل وغير ذلك، تساهم كلها في خلق أو إنتاج بيئة اتصالية جديدة ومفاهيم ذات أبعاد اجتماعية وثقافية وحضارية حديثة.
لقد عملت (الثورة الاتصالية) على إزالة الحواجز بين الأمم حيث أضحى الخطاب الدولي بتقنياته المتعددة من الضرورات العصرية التي تسهم في توسيع مساحة البث والاستقبال وفي تحقيق الصلة مع الأمم الأخرى.
وقد وظفت وسائل الاتصال الدولية من قبل المؤسسات والأفراد والحكومات لتحقيق أهدافها في التأثير على المتلقين من الجمهور.
ويعرف العالم حجم تأثير الإذاعات الدولية الموجهة في أزمان الحرب والصراعات والأزمات وكيف أنها ساهمت في اختراق الحواجز بين الأمم وجعلت السلاح المعنوي يتقدم المعارك تمهيداً لتحقيق النصر المادي.
وصار العالم قرية صغيرة تلاشت فيه الحدود القومية وألغيت الحواجز بين الحضارات وتدخلت ثقافات وتشكلت آراء وقلبت موازين قـوى دولية بل واقتلعتها من جذورها، وانهارت جدران وسياسات وخلع رؤساء وتدخلت جيوش وصورت ضربات السلاح على أهداف مستهدفة وشاهد الملايين حروبا حقيقة بلا مونتاج ولا حذف (قصص الرقيب) كل ذلك بفعل إشارات البث الفضائي المباشر الذي يعد أقوى وأخطر ثورة (اتصالية) في عصرنا الحديث.
وتعد الطبعات الدولية اليوم من الأدوات الاتصالية الدولية المعاصرة التي تنقل للرأي العام الخارجي والجاليات الموجودة في الخارج، مواقف ووجهات نظر الإدارة المشرفة عن إصدارها سواء كانت حكومية أو خاصة حيث بذلت المؤسسات والوكالات الصحفية والإعلامية في الغرب جهوداً لجعل الصحف الدولية تحظى بالاهتمام الدولي. كي تخاطب جمهوراً بلغته أو باللغة الدولية للصحيفة. وقد دخلت تجربة الطبعة العربية الدولية إلى الوطن العربي في السبعينات من هذا القرن وكانت تهدف إلى تحقيق الاتصالات بالجاليات العربية في الخارج أكثر من توجهها إلى الجمهور الأجنبي ، فهي صحف عربية هدفها الموصول إلى المواطن المقيم خارج الوطن العربي.
ويثير إصدار طبعة دولية لصحيفة قطرية أو محلية تساؤلات عن الجدوى من إصدارها والأهداف التي تسعى إلى تحقيقها إضافة إلى موقعها بين الطبقات الدولية العديدة التي تصدر باللغة العربية أو بلغات أخرى يمكن أن يقرأها العرب.
قسم الكتاب إلى أربعة فصول… يتناول الفصل الأول:
آفاق الاتصال الدولي ووسائله، ومفهوم الاتصال وطبيعته بينما تناول الفصل الثاني… الاتصال الدولي والوسائل التكنلوجية الحديثة … في المبحث الأول واستعراض بعض أهم الوسائل الإعلامية الدولية وهي الإذاعة الموجهة والتلفزيون الدولي وإضافة صفة (الفضائي) لكل من الإذاعة والتلفزيون.
في المبحث الثاني : استعراض القنوات الفضائية الدولية والعربية.
أما الفصل الثالث فقد سمي الصحافة الدولية عبر الأقمار الصناعية.
تناول المبحث الأول فيه الطباعة والصحافة وموجز تاريخي بسيط.
بينما تناول المبحث الثاني: صناعة الصحف عبر الأقمار الصناعية.
أما الفصل الرابع: الصحافة الدولية والطبقات الدولية فقد تناول في المبحث الأول منه مفهوم الصحافة والتميز بين الصحافة الدولية والصحافة الإقليمية وإلقاء الضوء على مفهوم الصحافة المهاجرة ومفهوم الصحف الإقليمية وبعض مشاكلها.
أما المبحث الثاني… فقد تناول مفهوم الطبقات الدولية أهدافها وكيفية إصدارها، والمقارنة بين صحيفة دولية ووطنية.
الكتاب الذي بين أيدينا ربما يكون أول كتاب في المكتبة العربية يتنـاول موضوع الاتصال الدولي عبر الأقمار الصناعية، من حيث تناول الموضوع وطرح أساليب تقنيات الطبعات الدولية، في الصحافة وإعطاء بعض من سماتها وملامحها، ونماذج منها وضرورة إصـدار طبعة دولية لكل بلد يعكس توجهاتهـا ويديم الاتصال مع مواطنيها في البلاد الأخرى.
والله الموفق
مجد الهاشمي